الأستاذ مصطفى خليل… أنشودة العطاء وعنوان الوفاء
مدرسة صلاح الدين الإعدادية – القليوبية
في زمنٍ تتسابق فيه الحياة وتضطرب فيه القيم، تشرق شخصيات استثنائية تردّ إلى القلوب الطمأنينة، وتوقظ في الأرواح أملاً نبيلاً، وتُحيي في النفوس الثقة بأن الخير لا يزال ينبض. ومن بين تلك النفائس الندية، يبرز الأستاذ مصطفى خليل، معلم أول العلوم بمدرسة صلاح الدين الإعدادية بالقليوبية، ليكون عنوانًا مشرقًا لعطاءٍ لا يعرف الخمول، وتميُّزٍ لا يعرف الحدود.
هو ليس معلّمًا فحسب، بل مدرسة في السلوك، وموسوعة في العلم، ومَعين لا ينضب من الحكمة والرقي. جمع بين نُبل الأدب ورقيّ الذوق، بين تمكُّن راسخ في مادته وإخلاصٍ يتخلل أنفاسه في كل شرح وتوجيه. في كل ركن من أركان المدرسة تجد بصمته، وفي كل قلب من قلوب طلابه وزملائه ترى محبته. هو من أعمدة المدرسة، لا تنهض المدرسة إلا بسنده، ولا تسمو إلا بنوره.
في زمن تسابق فيه التكنولوجيا العقل قبل الزمان، لم يقف الأستاذ مصطفى موقف المتفرج، بل كان في طليعة السائرين في دروب المعرفة، يتابع كل جديد، يراسل طلابه وطالباته بكل نافع مفيد، يُغذي العقول ويُوقِد المصابيح، ويُشعل في القلوب حبّ العلم، وعشق التعلُّم، بل ويصنع من كل طالب مشروع إنسان ناجح.
وبين جدران المدرسة، لا يكتفي بدوره التعليمي، بل يقف بجوار إدارة المدرسة كتفًا بكتف، يشارك في التخطيط، ويرتقي بالتنظيم، ويسهم في صناعة اسم المدرسة، حتى غدت المدرسة بحقّ، بفضل سعيه وجهده – مع هيئة التدريس والإدارة – منارة يُهتدى بها.
ولأنه رجل من طراز نادر، جمع بين مسئوليات المدرسة، وأعباء البيت، والعمل الخيري، فكان عطاؤه ممتدًا في كل الميادين. لا تُرهقه المسئوليات، بل تُلهمه، ولا تُشتته الواجبات، بل تجمعه، فنراه الزوج الوفي، والأب المثالي الذي أحسن تربية أبنائه، فأصبحوا مثلاً يُحتذى، وقدوة تُتّبع في الأدب والاحترام والخلق القويم.
أستاذنا العظيم… يا زهرة فواحة في بستان التربية والتعليم، ويا قنديلًا يضيء عتمات الطريق، ويا نغمةً شجية تعزف على وتر الجمال والتفاني. أنت لست مجرد اسم في قائمة المعلمين والمعلمات، بل أنت قصة كفاحٍ تُروى، وسيرة عطرة تُحكى، وراية مجدٍ ترفرف فوق هامات النجاح.
وفي ختام هذا الحديث الذي لن يوفيك حقك، لا نملك إلا أن نرفع الأكفَّ إلى السماء، وندعو لك من أعماق القلوب:
اللهم بارك في عمره، واحفظه، وأدم عليه نعمة الصحة والعافية، وأجزه خير الجزاء على ما قدم ويقدّم، وبلّغه ما يحب ويتمنى في الدارين.
اللهم اجعله مباركًا أينما كان، وارفع منزلته في الدنيا والآخرة، ووفّقه لكل خير، وأسبغ عليه من فضلك ورضاك ما تقر به عينه وتطمئن به روحه.
آمين يا رب العالمين