شاب مننا.. حسين عقل اللي قرر يكون جنب الناس من بدري
في محافظة الغربية، وتحديدًا في دوائر العمل التطوعي والسياسي، لا يكاد يُذكر اسم حسين محمد عقل إلا ويقترن بالجهد الحقيقي على الأرض. شاب يبلغ من العمر ٣٥ عامًا، لكنه يملك خبرة ميدانية تتجاوز العشرين عامًا في خدمة الناس، وكأن العمر لا يُقاس بالسنين فقط، بل بالبصمة التي يتركها الإنسان في محيطه.
بدأ حسين مسيرته في وقت مبكر جدًا، حين تربى في بيت يصفه دائمًا بأنه “سياسي وخدمي واجتماعي”، وهو الوصف الذي يختصر بيئة نشأته، ويكشف عن الخلفية التي كوّنت وعيه. من هنا كانت البداية، بداية منطلقة من الميدان، لا من وراء المكاتب.
بين الدراسة والميدان
درس حسين في كلية الحقوق – جامعة القاهرة، واستفاد من خلفيته القانونية لتقوية أدواته في الحوار والعمل العام. لم يكتف بالجانب الأكاديمي، بل عمل في العديد من الجمعيات والمؤسسات الخيرية والأهلية، متنقلًا بين المبادرات الصحية، والأنشطة الشبابية، والمساعدات الاجتماعية، محاولًا أن يُلبي احتياجات الناس قدر المستطاع.
هو من النوع الذي لا يرى الفارق بين العمل السياسي والعمل المجتمعي؛ كلاهما بالنسبة له وجهان لعملة واحدة اسمها “الناس”.
عضو فاعل في حملة الرئيس السيسي
محطة مهمة في حياة حسين المهنية كانت مشاركته في الحملة الرسمية للرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2024، حيث شغل موقع عضو هيئة المكتب بمحافظة الغربية. هذه الخطوة لم تأتِ من فراغ، بل كانت نتيجة سنوات من الحضور الفعّال، والمعرفة الدقيقة بجغرافيا الناس واحتياجاتهم وتوجهاتهم.
ولم يقتصر دوره على الدعم السياسي، بل تولى التنسيق الميداني، والمشاركة في التعبئة، وتنظيم الفعاليات الجماهيرية، وكل ما يتعلق بالحراك الشعبي على الأرض.
“احنا جنبك”.. رسالة وعمل
قبل أيام، كان حسين محمد عقل على موعد مع لحظة مختلفة تمامًا، لحظة تكريم وتقدير. نظّم احتفالية كبيرة بمحافظة الغربية، كرّم خلالها الشباب المتطوعين الذين عملوا معه طوال عام كامل.
الاحتفالية حملت شعار “احنا جنبك”، وكان الشعار كافيًا ليعكس روح الفريق والانتماء، فهو لم يرد أن يُبرز نفسه، بقدر ما أراد تسليط الضوء على من شاركوه الطريق.
كما شمل التكريم مجموعة من القيادات الشعبية والتنفيذية، ممن دعموه في مسيرته وساهموا في نجاح المبادرات المجتمعية. أراد أن يرد الجميل ويقول لكل من وقف بجانبه: “أنا مشيت، بس ما كنتش لوحدي”.
رؤية تتجاوز اللحظة
من يتحدث مع حسين يدرك أنه لا يعمل من أجل الظهور اللحظي أو الدعاية الشخصية، بل من أجل بناء كيان مجتمعي شبابي واعٍ. يضع نصب عينيه أن الشباب يجب أن يُمكَّنوا، ويجب أن يُستمع إليهم، ويجب أن يُمنحوا فرصًا حقيقية للقيادة والمبادرة.
يقول دائمًا:
“العمل العام مش سباق شهرة ولا شعارات… ده شغل يومي، واحتكاك مباشر بالناس، ومطلوب منك تكون سند وظهر وحل وقت الأزمة.”
ختامًا..
حسين محمد عقل ليس مجرد اسم ضمن مشهد العمل العام في الغربية، بل هو تجربة حقيقية تُدرّس، لأنها خرجت من الناس وعادت إليهم.
تجربة بدأت من فتى صغير يُوزع المساعدات في الجمعيات، إلى شاب يقود فعاليات مجتمعية ضخمة، ويكرّم فيها أبطالًا حقيقيين بعيدًا عن الأضواء.
في كل خطوة، يحرص على تذكير الجميع أن النجاح لا يتحقق فرديًا، وأن كل جهد صغير يصنع فارقًا كبيرًا.
وها هو اليوم، وبعد عقدين من العطاء، لا يزال يسير تحت نفس الشعار الذي اختاره لنفسه ولفريقه:
“احنا جنبك”.. لأنك مش لوحدك.