“صفاء القلوب… سيدة من شربين تُثبت أن الدنيا لسه بخير”
في وقتٍ يعجّ فيه العالم بالماديات والركض خلف المصالح، تظهر من بين طيات القرى المصرية نساء مثل النور، يحملن همّ الناس على عاتقهن، ويغزلن الخير بقلوب صافية ونوايا خالصة.
هي الحاجة صفاء عماشه، سيدة من المنصورة وشربين بمحافظة الدقهلية، لكنها باتت رمزًا لكل مصر، بل لكل إنسانية صافية.
امرأة… ومشروعها: الخير بلا مقابل
حين تُذكر الحاجة صفاء عماشه في شوارع شربين أو المنصورة، لا تُذكر مجرد امرأة من عامة الناس، بل يُقال عنها “اللي بتطعم الغلابة، وتستر البنات، وتحنّ على المريض والغريب”.
أطلقت الحاجة صفاء مشروعها الإنساني المجاني تحت اسم “مطبخ صفاء القلوب للخير”، ولم يكن مشروعًا تجاريًا أو مظهرًا اجتماعيًا، بل قلبٌ نابض بالرحمة يطبخ، ويغزل، ويستضيف، ويحنو على كل محتاج.
مطبخ لا يُقفل… لأجل من لا يجدون لقمة
“لسه الدنيا بخير“… ليست مجرد عبارة تتردد، بل شعار وضعته الحاجة صفاء عنوانًا لحياتها.
من خلال مطبخها، تُعد يوميًا وجبات ساخنة للأسر المتعففة، للأيتام، للأرامل، للمساكين، وللمرضى، دون انتظار شكرٍ أو مقابل.
الوجبات تصل جاهزة لمن لا يقدر على الحركة، وتوزّع في المناطق الأكثر احتياجًا، ويُستقبل من يشاء في المطبخ دون سؤال: “مين إنت؟” أو “عندك بطاقة؟”.
أتيليه الفرح… سترٌ للبنات لا بيع
ولم تكتفِ الحاجة صفاء بالإطعام فقط، بل أرادت أن تدخل الفرح على قلوب الفتيات الفقيرات، فأطلقت أتيليه مجانًا لفساتين الخطوبة والفرح والبدل، تُعيرها لكل فتاة أو سيدة تحتاجها دون أي أجر.
لأنها تدرك أن “ليلة العمر” قد تتحول إلى همٍّ ثقيل في بيوت لا تجد قوت يومها، قررت أن تجعل من هذا الأتيليه باب ستر وبهجة، لا تجارة وربح.
مأوى الغرباء… إنسانية بلا شروط
أما أجمل ما في مشروع الحاجة صفاء فهو تخصيصها جزءًا من منزلها ليكون “مبيتًا لأهل المرضى”، خاصة القادمين من خارج محافظة الدقهلية، ممن يضطرون إلى النوم أمام المستشفيات لرعاية ذويهم دون مأوى.
“أهل المريض في رقبة كل إنسان عنده رحمة”، هكذا تقول الحاجة صفاء، وهكذا حولت بيتها إلى مأوى بلا أسوار نفسية ولا مادية.
أماكن الخير… عنوانها في القلوب والخرائط
مشروع الحاجة صفاء منتشر في أكثر من مكان لخدمة أكبر عدد ممكن من المحتاجين:
📍 شربين – عزبة الجزار – شارع المصلي – منزل الحاج مصطفى الأنصاري
📍 المنصورة – شارع قناة السويس – خلف مطعم شرقي ومسجد أبو دبوس – بجوار محل جمال للأعلاف والبقوليات – كفر البدماص
ولمن يريد التواصل معها مباشرة:
📞 01001191026
📞 01003169817
الحاجة صفاء… وإخوتها: شركاء الخير
ما تقوم به الحاجة صفاء ليس بمفردها فقط، بل هو جهد عائلي وروحي جماعي، حيث يشاركها إخوتها وأهلها وأقاربها وأصدقاؤها في مشروع لا هدف له سوى “رضا ربنا وستر الناس”.
“الدنيا لسه بخير”… لأن فيها ناس زي صفاء
في كل وجبة تُقدم، وفي كل فستان يُستعَار، وفي كل مريض ينام بأمان… هناك رسالة من الحاجة صفاء إلى الدنيا:
“لسه الدنيا بخير… طول ما في قلوب بتدي بدون ما تاخد، وتحنّ من غير ما تحاسب.”
مشروع “صفاء القلوب” ليس جمعية رسمية، ولا منظمة دولية، بل هو أعظم من ذلك… إنه نموذج للرحمة التي تمشي على الأرض وتُشعل النور في قلوبٍ أنهكها التعب.
ختامًا…
في زمنٍ تُباع فيه المشاعر وتُشترى النوايا، تأتي الحاجة صفاء عماشه لتُذكرنا أن في القرى المصرية قلوبًا لا تزال تنبض بحب الخير، وتعمل لله، وتعيش للناس.
وإن كان لكل بلدٍ سفير، فحاجة شربين والمنصورة هي سفيرة الرحمة في جمهورية مصر الإنسانية.
مع تحيات الحاجة صفاء عماشه وأخواتها
“ربنا يجعله في ميزان حسناتكم… ويفتح أبواب الرحمة لكل قلب ساهم، أو فكر يساهم، أو دعا لنا.”