مروة ناجي.. نموذج للمرأة القيادية بين التأهيل الأكاديمي والعمل المجتمعي
في زمن يتطلب تضافر الجهود الفردية والمؤسسية من أجل إحداث تغيير حقيقي ومستدام، تبرز مروة ناجي كواحدة من أبرز القيادات النسائية في صعيد مصر، حيث تجمع بين التأهيل الأكاديمي الراقي والرؤية المجتمعية الواعية.
فهي ليست فقط رئيس مجلس أمناء مؤسسة “سواعد أسوان”، بل أيضًا من الكوادر الطموحة التي حرصت على تطوير نفسها أكاديميًا، وذلك من خلال الالتحاق بدبلوم “المدير التنفيذي المحترف” بالجامعة الأمريكية بالقاهرة – أحد أبرز البرامج المتخصصة في تأهيل القادة وصناع القرار في مختلف القطاعات.
رحلة التطور: من الميدان إلى مقاعد الجامعة
لطالما آمنت مروة ناجي بأن العمل المجتمعي لا يتعارض مع التطوير الذاتي، بل يتطلبه.
ورغم انشغالها بقيادة مؤسسة أهلية نشطة كـ “سواعد أسوان”، لم تتردد في اتخاذ قرار الالتحاق ببرنامج تدريبي احترافي بالجامعة الأمريكية، ضمن دبلومة Executive Director Professional Diploma، والتي تهدف إلى إعداد قيادات تنفيذية قادرة على إدارة المؤسسات والمنظمات غير الحكومية بكفاءة، ووفقًا لأفضل الممارسات العالمية.
يأتي هذا البرنامج كخطوة استراتيجية في مسيرتها، حيث يزودها بالمعرفة المتقدمة في مجالات:
-
التخطيط الاستراتيجي
-
الإدارة المالية غير الربحية
-
إدارة الموارد البشرية في العمل الأهلي
-
تصميم البرامج والمشروعات المجتمعية
-
تقييم الأثر المجتمعي والتقارير المؤسسية
مروة ناجي ومؤسسة “سواعد أسوان”: قيادة من قلب الواقع
إلى جانب مسيرتها الأكاديمية، تُعد مروة ناجي من الشخصيات النسائية المؤثرة في الجنوب المصري، كونها تقود مؤسسة “سواعد أسوان” منذ تأسيسها. وهي مؤسسة نشأت من رحم مبادرة تطوعية شبابية بسيطة، هدفها تقديم الدعم للأسر الأكثر احتياجًا في محافظة أسوان.
وبفضل إدارتها ورؤيتها، تطورت المبادرة تدريجيًا إلى مؤسسة تنموية فاعلة، تُركز على:
-
تمكين المرأة من خلال التعليم الحرفي والمشروعات الصغيرة
-
تأهيل الشباب لسوق العمل من خلال برامج تدريبية وتثقيفية
-
تقديم مساعدات إنسانية وخدمات صحية للمناطق المحرومة
-
إقامة شراكات محلية مع المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني
تأهيل القادة من قلب الجنوب
قرار مروة ناجي بالانضمام إلى برنامج المدير التنفيذي المحترف يعكس إدراكها بأن الخبرة وحدها لا تكفي، بل يجب أن تتكامل مع المعرفة الإدارية الحديثة لضمان استدامة المؤسسة وكفاءة أدائها.
إنها تؤمن بأن القائد الناجح هو من يتعلم كل يوم، ويطور أدواته، وينقل المعرفة إلى فريقه ومجتمعه، وهو ما تطبقه فعليًا داخل “سواعد أسوان” التي أصبحت نموذجًا يحتذى به في العمل الأهلي في الصعيد.
نموذج يُحتذى به في القيادة النسائية
تمثل مروة ناجي نموذجًا للمرأة التي كسرت الصورة النمطية عن دور النساء في المناطق الريفية والصعيدية، فقد استطاعت أن:
-
تتصدر مشهد العمل الأهلي بمصداقية واستمرارية
-
تبني مؤسسة تنموية مؤثرة انطلقت من جهد تطوعي بسيط
-
تستثمر في تعليمها وتطوير قدراتها القيادية دون أن تغفل رسالتها المجتمعية
-
تصبح حلقة وصل بين المبادرات المحلية والجهات الداعمة الحكومية والدولية
الخاتمة: قيادة تصنع الأثر
إن قصة مروة ناجي ليست مجرد سرد لسيرة ذاتية، بل هي ملهمة حقيقية لكل من يسعى للتغيير، ولمن يؤمن بأن القيادة ليست مجرد منصب، بل رؤية والتزام وسعي دائم للتطوير.
فبين حضورها في الشارع الأسواني، ومكانها على مقاعد الجامعة الأمريكية، ترسم مروة ناجي خارطة طريق لقائدات المستقبل ممن يردن أن يجمعن بين التأثير المجتمعي والتأهيل المؤسسي.