أبو جاسم عبدالله الحوسني: رمز العطاء والانضباط بين ساحات الجيش وميدان الأعمال
في قلب دولة الإمارات العربية المتحدة، بزغ نجم رجل من رجالات الوطن الأوفياء، هو أبو جاسم عبدالله الحوسني، الذي استطاع أن يجمع بين الانضباط العسكري والنجاح التجاري، وبين الوفاء للعائلة والولاء للوطن. سيرة حافلة بالعطاء والتحدي، تقف خلفها امرأة عظيمة هي أم جاسم، زوجته ورفيقة دربه، التي كانت دومًا السند الحقيقي في كل مراحل حياته.
بداية المسيرة: خدمة الوطن أولاً
كانت بداية الحوسني من المؤسسة العسكرية، حيث التحق بالقوات المسلحة الإماراتية شابًا طموحًا، يحمل في قلبه حب الوطن وفي عينيه نظرة قائد. خدم لسنوات طويلة بكل فخر وإخلاص، تدرج خلالها في المهام والرتب، وخاض تجارب ميدانية متنوعة، جعلت منه شخصية قيادية قوية ومحنكة.
لم يكتفِ بخبرته المحلية، بل حرص على تطوير نفسه، فالتحق بالعديد من الدورات العسكرية المتقدمة في دول إفريقية وغربية، مما منحه رؤية استراتيجية شاملة وفهماً عميقًا لأساليب التدريب والتكتيك العسكري العالمي. كان دائمًا حاضرًا حيث تناديه المسؤولية، وساهم في رفع كفاءة الوحدات التي عمل بها، وكان قدوة للضباط والجنود في الالتزام والانضباط.
بعد التقاعد: الانطلاقة الثانية
لم تكن لحظة التقاعد من الجيش نهاية لمسيرة الحوسني، بل كانت بداية جديدة لمسار مختلف. فبعقلية القائد ورؤية رجل الأعمال، أسس مشروعه الخاص الذي سرعان ما بدأ يحقق النجاح. اعتمد على مبادئ واضحة في عمله: الأمانة، الانضباط، والدقة، وهي القيم التي تشربها من مسيرته العسكرية.
أثبت في عالم البزنس أن النجاح لا يُبنى بالصدفة، بل بالتخطيط والعمل الجاد. تميز مشروعه الخاص بالاحترافية والجودة، ونجح في بناء شبكة علاقات قوية، جعلت اسمه يحظى بثقة في الأوساط التجارية، تمامًا كما كان اسمه محل احترام في المؤسسة العسكرية.
أم جاسم: شريكة الدرب وسند الحياة
وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة، وكانت أم جاسم النموذج الحقيقي للزوجة الداعمة. وقفت إلى جواره في كل المحطات، تحملت أعباء الحياة خلال فترات الغياب أثناء المهمات العسكرية، وكانت الملاذ الدافئ في لحظات التعب والانكسار.
قدّرت مشواره واختياراته، وشكّلت مع زوجها فريقًا متكاملاً، لا يهزمه تعب ولا تفرقه مسؤوليات. بل كانت أم جاسم تدير شؤون الأسرة بحكمة واقتدار، تربي الأبناء على القيم التي يؤمن بها أبوهم، وتغرس فيهم حب الوطن والكرامة والعمل.
مزيج استثنائي من القوة والتواضع
أبو جاسم عبدالله الحوسني شخصية فريدة تجمع بين الحزم والتواضع، وبين الطموح والرضا. لم تنل منه سنوات الخدمة القاسية، ولم تغيّره أضواء النجاح التجاري. لا يزال كما هو: ابن الإمارات البار، يمد يده لمن يحتاج، ويساهم في مجتمعه بخبراته وحنكته.
يحرص على نقل خبراته للأجيال الجديدة، سواء من خلال علاقاته الشخصية أو عبر مشاركاته في بعض الفعاليات المجتمعية، وهو يرى أن العطاء لا يتوقف بالتقاعد، بل يبدأ عندما يكون الإنسان قدوة في مجتمعه.
سيرة أبو جاسم عبدالله الحوسني ليست مجرد قصة نجاح، بل هي ملحمة إماراتية تجسد روح التضحية والعمل والوفاء. رجل خدم وطنه بصدق، وأسس بعد التقاعد مشروعًا ناجحًا بجهده وعرقه، وكان طوال الطريق مدعومًا بامرأة عظيمة، هي زوجته أم جاسم.
إنه مثال يُحتذى به لكل شاب إماراتي، ولكل من يسعى إلى الجمع بين حب الوطن، واستقلالية العمل، واستقرار الأسرة.