الدمرداش سعد الدين.. مهندس الحرف وباني العوالم الأدبية
القاهرة – خاص
من قلب العاصمة المصرية القاهرة، يبرز اسم الدمرداش سعد الدين كأحد الأسماء الأدبية الواعدة، ممن جمعوا بين دقة العلم وحرية الفن، فكان نتاج ذلك تجربة أدبية فريدة تمزج بين البناء الهندسي المحكم والخيال الأدبي المتّقد.
تخرّج الدمرداش من كلية الهندسة، لكنه لم يكتفِ بتشييد الأبنية، بل وجّه طاقاته نحو تشييد عوالم إنسانية وأدبية عميقة، تلامس القارئ وتحفّزه على التفكير والتأمل. فقد استطاع خلال فترة وجيزة أن يؤلف خمسة كتب تنوّعت بين ثلاث مجموعات قصصية وروايتين، هي:
“الفصل قبل الأخير” بأجزائه الثلاثة: فتاة الحافلة، الهروب من الحرية، أحقًا مات أبي
رواية “حواديت مظلوم” (أسياد الخادم – الجزء الأول)
مجموعة “شرخ في جدار الغرفة”
وكانت هذه الأعمال بمثابة جواز مرور لمشاركته في عدد من الفعاليات الثقافية الكبرى، مثل معرض الشارقة الدولي للكتاب 2024، مهرجان العين للكتاب 2024، ومعرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، حيث حظي بحضور لافت ونقاشات مثرية حول إنتاجه المتنوّع.
تُعد مجموعته القصصية “الفصل قبل الأخير” نموذجًا صارخًا لقدرة الكاتب على الغوص في النفس البشرية، حيث تنقل القارئ بين مراحل عمرية مختلفة، من الطفولة إلى الرجولة، ومن الحنين إلى المواجهة، في نسيج أدبي يلامس مشاعر القارئ وذاكرته. فكل قصة تمثّل رحلةً قائمة بذاتها، تتلون بزمنها ومكانها، وتُعبّر عن تناقضات الإنسان بين الضعف والقوة، والرغبة والصدّ، والصمت والصخب.
أما في روايته “حواديت مظلوم”، فقد اتخذ الدمرداش منحى مغايرًا، حيث مزج بين الواقع والخيال، مستعرضًا فترة من التاريخ الحديث على أرض مستصلحة حديثًا، لتظهر شخصيات الرواية وسط عالمٍ تتصارع فيه البصائر مع الأضواء الزائفة، في بناء روائي مختلف ينبض بالرمزية ويثير التساؤلات.
رغم انشغاله بالحياة المهنية، يواصل الدمرداش العمل في مجال التأليف، واضعًا نصب عينيه أن يترك بصمة واضحة في الأدب العربي المعاصر، من خلال أعمالٍ صادقة وعميقة تقترب من الإنسان وتوثّق لحظاته في مرآة الأدب.